مقتطفات من خواطر رمضانية للإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف:
خلوف أفواه الصائمين أطيب من ريح المسك.
عري المحرمين لزيارة بيته أجمل من لباس الحلل.
نوح المذنبين على أنفسهم من خشيته أفضل من التسبيح.
انكسار المخبتين لعظمته هو الجبر.
ذل الخائفين من سطوته هو العز.
تهتك المحبين في محبته أحسن من الستر.
بذل النفوس للقتل في سبيله هو الحياة.
جوع الصائمين لأجله هو الشبع.
عطشهم في طلب مرضاته هو الري.
نصب المجتهدين في خدمته هو الراحة.
ذل الفتى في الحب مكرمة وخضوعه لحبيبه شرف
هبت اليوم على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب
سعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح
وصلت البشارة للمنقطعين بالوصل وللمذنبين بالعفو وللمستوجبين النار بالعتق
لما سلسل الشيطان في شهر رمضان وخمدت نيران الشهوات بالصيام انعزل سلطان الهوى وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل فلم يبق للعاصي عذر
يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي
يا شموس التقوى والإيمان اطلعي
يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي
يا قلوب الصائمين اخشعي
يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي
يا عيون المجتهدين لا تهجعي
يا ذنوب التائبين لا ترجعي
يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي
يا بروق العشاق للعشاق المعي
يا خواطر العارفين ارتعي
يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي
قد مدت في هذه الأيام موائد الأنعام للصوام فما منكم إلا من دعى (يا قومنا أجيبوا داعي الله)
ويا همم المؤمنين أسرعي فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طرد عن الباب وما دعي.
ليت شعري إن جئتهم يقبلوني أم تراهم عن بابهم يصرفوني
أن تراني إذا وقفت لديهم يأذنوا بالدخول أن يطردوني